مبادىء في فن العمارة

(مبادئ في فن العمارة)
المهندس
بدر سنجاري


يتميز عصرنا باهتمام واضح وواسع في شتى المجالات الإنسانية منها الفنية والفكرية ومنها (العمارة),وتحظى الانجازات المعمارية التي تعود إلى عصور سابقة قريبة أو بعيدة باهتمام خاص من بين النتاجات الإنسانية الأخرى ليس لأهميتها التاريخية والفنية فحسب بل لكونها تعبيرا عن التجربة الإنسانية الحية لأي عصر من العصور.وتتميز النتاجات المعمارية عن أي نتاج أنساني فني أخر ,بحجومها ومقاييسها الكبيرة وبالديمومة النسبية لعناصرها وبكونها فضاءات للحياة اليومية الإنسانية.ولهذا ارتبطت العمارة ارتباطا مباشرا بالمجتمع وأصبحت مقياس لتقدم المجتمعات ولهذا( أصبح بالإمكان تطوير المجتمع وتغيره نحو الأفضل عن طريق العمارة) .ولقد اتخذ الاهتمام بالنتاجات المعمارية المعاصرة اليوم إشكالا مختلفة وظهرت أراء ومواقف فكرية متنوعة متوافقة أحيانا ومتعارضة أحيانا أخرى وتعددت إلى جوار ذلك الأساليب والتقنيات العلمية المتنوعة في التعامل مع تلك الانتاجات.ومن هذا المنطلق يمكن وضع مصطلح العمارة باسلوب علمي بانه هو (عبارةعن تركيب أو تجميع لهيئات مختلفة- بجمعها تشكل الوحدة -ولابد من تركيبها وفق مقاييس هندسية ذات طبيعة جمالية تحقق الوظيفة المطلوبة منها لكي تكون ناجحة).فعند القيام بأي تكوين معماري لابد من توفر اعتبارات في اي التصميم وهذه الاعتبارات هي :-
أولا:-(ألوظيفة) البناء يؤدي الوظيفية التي صمم من أجلها.
ثانيا :-(ألأستقرارية) القدرة على البقاء.
ثالثا:-(المرئية) كل ما يتعلق بالنواحي المرئية للأجزاء التركيبية للمنشأ علاقة أجزاء المبنى مع بعضها وكل جزء مع الكل.
رابعا)-: التعبيرية) كل تصميم يعطي تعبير للمتلقي من آلية التصميم والمواد المستخدمة التي تعطي انتباه للمشاهد.
خامسا:-(المقدارية) التصميم يرتبط بالأشخاص والأشياء والزمان والمكان ,حجم المكان مناسب للاستخدام.
إن التكوين المعماري هو عبارة عن جمع العناصر الأساسية للتصميم والتي هي( الخط, الاتجاه, الشكل, الحجم ,الملمس ,القيمة الضوئية ,اللون) فمن هذه العناصر نستطيع أن نركب الأشكال مع بعضها لنحصل على الشكل المطلوب وفق مبادئ التصميم والتي هي( قوانين العلاقة بين عناصر التصميم أو خطة التنظيم التي تقرر الطريقة التي يجب جمع وضم العناصر لإنتاج تأثير معين) .وهناك إشكال للعلاقات بين عناصر التصميم,1- التطابق في كل شيء يؤدي إلى التكرار فالملل ,2-التشابه مثلا في الشكل والاختلاف بالحجم لغرض الحركة,3-التنافر أو التعارض عدم وجود أي علاقة مع بعضها لغرض إعطاء حركة والابتعاد عن الملل .ولهذا إن التصاميم تحمل صفة الجمال تكون في الغالب متوافقة أي إعطاء ترتيب وهدف معين للحصول على تناسق ووحدة في الشكل والوحدة هي( الالتحام والتناسق والتكامل),وهناك وحدة ساكنة في الشكل بدون تغيير غير فعالة, ووحدة حركية عبارة عن إشكال مختلفة متوافقة في تكوين معين ,ويمكن تحقيق الوحدة من خلال هيمنة عنصر على باقي العناصر مثلا إعطاء لون معين لإشكال مختلفة .ولهذا يمكن الحصول على الهيمنة الشكلية عن طريق (التكرار), أما عن طريق التكرار التام في كل العناصر مثل الزخارف شكل واحد بدون حدوث أي تغير في عناصرها وهذا يعطي المشاهد السكينة والهدوء,أو التكرار الغير التام الذي أما أن يكون متناوب شكل أو شكلين ذو إيقاع متكرر بالتناوب هذا التناوب يمكن ان يولد الملل ,او التكرار المتغير هو عبارة شكل معين متغير في الحجم والذي يبعدنا عن الملل .ولكي تكون الوحدة منتظمة يجب ان تكون متوازنة أي تقسيم الشكل حول محور ما والتوازن نوعين ,شكلي على طرفي المحور عنصر متطابق في الجانبين وهذا يعطي الاستقرار والهدوء مثل الأبنية الدينية, وتوازن غير شكلي على طرفي المحور عناصر غير متطابقة في الحجم والشكل وهذا يعطي حركة وجذب للأنظار.

مشكور